مازال نادر يحاول الاتصال ........يا للملل
تصاعد ذلك الشعور بشده فى اعماق نيرمين مع رنين هاتفها المحمول للمره الثالثه فى نفس اليوم وشاشته تحمل رقم هاتف نادر
حبيبها السابق........
ذلك الحبيب الذى كانت رنة هاتفه تدق فى قلبها وتتراقص معها خلاياها وعروقها فى كل مره تسمعها والتى كانت تنتظرها بكل شوق ولهفه منذ ان تفتح عينيها فى كل صباح وحتى تغلقهما لتحلم به فى المساء.......
استعاد ذهنها تلك اللحظات القديمه ففجرت فى اعماقها حيرة عجيبه لم تكف لتجيب اتصاله..
ولكنها عادت بذاكرتها الى الوراء..
الى اعوام قليله مضت ..
الى ذلك اليوم الذى التقت فيه به لاول مره..
لا تستطيع ان تنكر حتى فى حالتها هذه انها قد انبهرت به منذ اللقاء الاول..
بل منذ اللحظة الاولى..
انبهرت بعقله ورصانته وحنانه..
وحتى بعيوبه..
نعم.....بعيوبه
وهى التى سعت لمعرفته..
وللاقتراب منه....
فى البدايه كان شديد الحذر فى ارتباطه بها..
ولكنها كانت تمثل اجمل ما حلمت به عينيه فى اية امرأه فى العالم
جميله..
ذكيه..
دافئه..
محبه..
حنون..
ومتفهمه...
ورويدا رويدا وجد نفسه يفكر فيها ..
وينتظر لقاءها بلهفة وشوق..
ومع حنانها ورقتها وبساطتها المتناهيه سقط اخيرا فى حبها حتى النخاع..
ولقد شعرت هى بهذا ...
شعرت بحبه واقباله ولهفته..
وارتاح قلبها ..
وفرح..
وانطلق..
كان كلاهما معطاء الى حد انشغل فيه باسعاد الاخر وتقديم الافضل له دوما
وعاشت اسعد ايام حياتها..
وحياته...
كلاهما كانا وكانهما يعيشان شهر عسل دائم لا ينتهى او تفتر حماسته ابداا...
وكل يوم كان هو يغرق فى حبها اكثر ...
واكثر..
واكثر..
وكان عطاؤه يتضاعف
ويتضاعف...
ولكن العجيب انه لم يعد يسعدها..
فمع بداية علاقتهما كانت تشعر انها تمنحه مثلما يمنحها وتعطيه ربما اكثر مما يعطيها
ولكن كفة ميرانه بدأت تثقل..
وكان شديد السخاء والعطاء حتى انها لم تعد تستطيع منافسته
او حتى مواكبته
وعلى الرغم من انه لم يطالبها مره واحده برد ما يقدمه لها الا انها بدأت تشعر بالتوتر
كما لو انها مدينه له
ولا تملك السداد
وكان من المفترض ان يغمر حبها كل المشاعر الاخرى فلا تشعر معه بتلك المنغصات
الا ان هذا لم يحدث
شئ ما فى اعماقها جعل توترها يغلب حبها ويهزمه ثم يسيطر عليه تماما
وعندئذ انقلبت مشاعرها بغته
لاول مره بدأت ترصد عيوبه ونواقصه وتهمل مميزاته ومآثره
بل وربما راحت تضخم عيوبه
وتعظمها وتغضب منه...
ولانها لم تعتد الشكوى ..فقد راح الغضب يتراكم فى اعماقها
ومع تراكمه كان من الطبيعى ان تتقلص مساحة الحب
المشكله ان حبه هو كان يمر بالعكس تماما
فلانه لم يكن هناك ما ينازعه بل كبر الحب فى اعماقه هو الاخير
واصبح حبا عظيما تعجز عن وصفه الكلمات
لم يعد يحبها فحسب......انما يعشقها ولا يحيا او يسعد الا بوجودها فى الحياه
وعطاؤه لها راح يتضاعف
ولم يدرك ابدا ان هذا العطاء المتزايد كان السبب الرئيسى فى نفوها من حبه ورغبتها فى الابتعاد عنه
وهكذا تحولا الى نقيضين
يسيران فى اتجاهين متضادين
ولولا بقايا من صداقه لانفصلت عنه منذ زمن طويل
ولكنها حاولت البقاء
والاستمرار.....
الا ان هذا كان يفوق طاقتها
وكان من الطبيعى ان ينتبه هو الى هذا
انتبه الى تباعدها وتوترها وعزوفها عن لقائه
حتى ارتبك.....
الحب الكبير فى اعماقه جعله يحاول التشبث بها
وروح العطاء التى خلق بها كانت تدفعه لمنحها حريتها....
وحاول ان يبلغها هذا
نعم...... حاول
ولكنها لم تعد تجيب اتصالاته او تمنحه فرصه لتوضيح وجهة نظره
ورغبته فى تحريرها....
وبكى قلبه بدموع من دم
ثم قرر ان يوقف اتصالاته بها وكان يؤمن تماما بالحكمة التى تقول(لو احببت شيئا امنحه حريته فاما ان يعود اليك بارادته او انك لم تكن تملكه ابدا
ولكنها رفضت ان تجيب لو تستمع اليه او تفهمه
ولم يعد سوى ان ينسحب فى الم ومراره وحزن بلا حدود ولكنه لم يكرهها
لم يكن من الممكن لكل الحب الذى احتشد فى كل ذرة من كيانه
ان يتحول ولو الى لمحة واحده من الكراهيه
ولم تدرك هى هذا
فقد شعرت انها تحررت منه فانطلقت تحيا حياتها فى لهفه
وكانها تعوض ما ضاع منها فى ايام حبه
وكما يحدث دوما
كانت الانطلاقه فى بدايتها جميله
الا انه من الطبيعى الا تدوم بهذا الجمال ابدا
فمع اول لحظة هدوء واول شخص بدا لها مناسبا
راح عقلها دون وعى منها ..... يقارن
يقارن عطاؤه هو بأنانية ذلك الشخص
يقارن حنانه
وحبه
واخلاصه
وهنا فقط انتبهت الى ما اضاعت من يدها
ومن حياتها
هنا فقط تساءلت ..لماذا نبذت حبه وعطاءه الى هذا الحد..؟
انه لم يعد يحاول الاتصال بها
الا ان عطاؤه لم يتوقف
كان دائما هناك.....وراء ستار ما...
مازال يمنحها رعايته
وعنايته...
وحنانه..
ولكن ما يشغلها الان هو..اما زال فى قلبه متسع لها؟؟؟
اما يفعله معها هو جزء من شهامته وكرم شخصيته فقط..؟؟؟؟
ام انه مازل يحمل لها شيئا ما....؟
وعلى الرغم من انها لم تجرؤ على الاتصال به
وحاولة اعادة المياه الى مجاريها
االا انها تمنت لو يفعل هو هذا..
تمنت ان يتبقى لديه دافع واحده
لتجاوز كرامته وذاته والقيام بالخطوة التى تتمناها
دافع واحد .......او حتى قطرة..
قطرة حب...
قطرة حب واحده.......
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
شات ايجى 
الإثنين سبتمبر 14, 2009 2:01 am من طرف 
